الأحد، 20 فبراير 2011

ما لا يجب قوله للمرأة

التعليق على مظهر المرأة له أثر كبير في نفسها، فإذا كان التعليق إيجابياً رفع من معنوياتها وأشعرها بالبهجة. وإن كان سلبياً سبب لها الإحباط وربما الكآبة.
ويختلف موقف المرأة إذا كان التعليق صادراً عن رجل أو عن امرأة. فالتعليق السلبي إن صدر من امرأة على أخرى يسبب استياءً وربما نفوراً بين الاثنيتن
أمّا إن صدر تعليق من هذا النوع من الرجل فتلك مسألة تؤثر بقوّة على شعور المرأة تجاه نفسها، وتثير الحنق والغيظ وأحياناً الحزن. وكثيراً ما تندفع المرأة لتغيير مظهرها، أو التخلص من الشائبة التي دفعت 
الآخرين لانتقادها.


وفي الواقع إن هذه الصفة ليست سيئة في المرأة التي تتعرض للانتقاد، بقدر ماهي صفة سلبية في الشخص الذي ينتقد الآخرين ويطلق التعليقات والآراء حول مظهر هذه وتلك حتى وإن كان ذلك بدافع المزاح.
 

تقول سمر إن أسوأ تعليق تكره سماعه هو "هل كنت تبكين؟" وتبين إن طبيعة وجهها يعطي انطباعاً أنّها كانت تبكي، خاصة أنّ لديها حساسية في العيون والأنف. وغالباً ما يكون محيط أنفها محمراً و قد تتورم جفونها. 

وتضيف إن أسوأ لحظات الصباح لديها حين تدخل إلى المكتب، فيسألها زملائها "مال شكلك؟" أو "إنت كنت بتبكي؟" أو "مين مزعلك؟". تقول لا أعرف ماذا أقول وكل مرة أبرر لهم منظري قائلة "الحساسية". رغم ذلك لا يتوقف زملائها عن إعطاء هذه الملاحظات. 


وبالطبع فإن أكثر التعليقات إزعاجاً تتعلق بالوزن، فإذا كانت المرأة صاحبة وزن زائد قيل لها "ألا تتبعين حميّة؟" أو "هل استشرت طبيباً؟" أو "ليش ما بتعملي ريجيم؟".

والمصيبة إن كانت نحيلة وزاد وزنها، فقد شاهدت إحداهن صديقتها بعد مدة طويلة من الانقطاع، فما كان منها إلا أن هتفت "آآه هل أنت حامل؟" أو "كم ولد صار عندك؟".

وإن كانت هزيلة استخدمت أحداهن التعبير "مالك معصعصة؟" ومثل هذه التعليقات تتجرأ عليها النساء المتقدمات في العمر، ولا سيما "الحماوات" كما تعبر نسرين عن غضبها بسبب انتقاد والدة زوجها المستمر لنحولها. وتضيف إنها لا تتوانى عن انتقاد شعرها الخفيف أيضاً فتقول لها أحياناً "كلّهم شعرتين ونص"، مضيفة "أسمع التعليق نفسه من زوجي، وهذا يؤلمني بشدة". وتتذكر أيضاً قول مصفف الشعر "يمكنني أن أرى جلدة رأسك"، للتعبير عن خفّة شعرها.

وتتنوع التعليقات على المظهر فقد يكون على الشكل العام أو الشعر أو الوزن أو الصوت أو طريقة المشي أو ضخامة الجسم أو قصره. في كل حالة ثمة ما يبديه الآخرون ولديهم دائماً مايقولونه حول المظهر.

ديما صاحبة الوجه المستدير، يسرّها أن يعلق خطيبها على استدارة وجهها بأنّه "مثل البدر"، رغم ذلك تتذكر بحنق إحدى صديقاتها، فقد انتقدتها حين قصّت شعرها "كاريه" قائلة " القصة لا تناسبك أبداً، أصلاً وجهك متل الصينية والقصّة دورته بزيادة".

ولكن لماذا تتأثر نسرين برأي صديقتها مادام شريك حياتها يحب استدارة وجهها. يقول عالم الاجتماع رجائي البس " إن المظهر هو تعبير عن طريقة الإنسان في الحياة، وبما أن مجتمعاتنا العربية الشرقية تميل لرؤية الإنسان كجزء من عائلة وسياق وعشيرة فإن مظهره لا يخصّه وحده. فتجد للجميع رأي يريد أن يفصح عنه. وكلما تعززت الثقة بالنفس من خلال إنجاز نجاحات على الصعيد النفسي والعملي في الحياة أصبحت تعليقات الآخرين أقل تأثيراً وربما تكون هامشية تماماً".

وبين التعليقات المستفزة والمعاكسات المزعجة شعرة. إذ يميل بعض الرجال إلى إزعاج السيدات العابرات، كأن تمر سيدتان فيعلق أحدهم "أحلى وحدة الّي في النص، أو التي ترتدي الأحمر"، بينما ترتدي الاثنتان الأزرق مثلاً.

أمّا أمل فصاحبة بشرة داكنة، يغيظها كثيراً أن يقول لها أحدهم في معاكسة "قشطة"، وتغضب حين يقول لها زوجها بعد أن تضع الماكياج "بشّعتي بحالك" إذ تشعر أنه يسخر منها. ولكنها أيضاً تميل للصمت إزاء ذلك.

مرام قصّة مختلفة، إذ لا تبين كم تشعر بالاستياء، حين يقول أصدقائها المقربون إنها "مثل الرجال" وذلك بسبب تفاصيل جسمها الجامدة قليلاً وطريقة مشيتها ونبرة كلامها. وتضيف "لا أستطيع أن أتغير، أريد من أصدقائي أن يكفوا عن السخرية مني". رغم ذلك لا تعبّر لهم عن ذلك كي لا يشعروا أنها ضعيفة الشخصية.

ومهما كانت دوافع التعليق، النصح أو الانتقاد أو السخرية فإنها تؤثر بقوة على المرأة، إذ تشير الدراسات النفسية أن تعليق زملاء العمل على حسن طلّة إحداهن يزيد من سعادتها وشعورها بالثقة وقدرتها على الإنجاز في ذلك اليوم بما لا يقل عن 20% فوق معدل إنتاجها الطبيعي. كما يضعف التعليق السيء ثقتها بنفسها وعطائها بما يعادل النسبة ذاتها. وكذلك هي حال العلاقات الزوجية والأسرية التي قد تتحسن لدى الإطراء على مظهر المرأة وتسوء لكثرة انتقادها والسخرية منها.

وقد وصفت إحدى النساء زوجها الذي تتجاوز الكثير من خلافاتها معه، قائلة أسامحه بسبب "لسانه الحلو" أي الذي ينطق بالكلام الجميل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق